24‏/03‏/2014
2:20 م

أفعى الثعلب

أفعى الثعلب



سنتعرف الآن على ثعبان ينتمي إلى فصيلة أفعى الفأر، ولكنه ليس أحمر اللون، ولا أصفرا ولا أسودا، حتى أنها ليس أفعى الفأر الرمادية اللون، بل هي ما يسمونه أفعى الثعلب. قد يستغرب البعض منكم قائلا وكيف لأفعى الثعلب ان تكون من فصيلة أفعى الفأر؟ حسنا، أعرف أن هذه مسألة تثير بعض الارتباك، ولكن هذا هو اسمها، مع ذلك يجدر بنا أن نتأكد أولا إذا ما كان فعلا من أفاعي الفأر.
إذا تأملنا به أخذا بالاعتبار أن جسم أفعى الفأر شبيه بالخبز الإفرنجي، أي أنه مسطح في أسفله، مستقيم على جانبيه، وقليل الانحناء في أعلاه، لننظر جيدا من الواضح أن أسفله مسطح، وهو مستقيم على جانبيه، وقليل الانحناء في أعلاه. أي أنه من فصيلة أفاعي الفأر.
ولكن لماذا يسمونه ثعبان الثعلب؟ ليس في ذلك أي منطق، وهل تعلم؟ لا أعتقد أنه يحمل الاسم لأنه شبيه بالثعلب، كلا، فللثعلب فروة تغطيه وذيله يعج بالفرو أيضا، وأذنان طويلتان وأنف مدبب وأربع قوائم وأشياء أخرى ليس بهذا الثعبان أبدا، أي أنه لا يشبه الثعلب أبدا.
ربما كان لأنه يعوي بصوت شبيه بالثعلب. كلا، لأنه ينفث ولا أعتقد أنه يعوي على الإطلاق. ربما لأنه مرقط كالثعلب يتمتع بالألوان ذاتها فوق جسمه، كلا لم يسبق لي أن رأيت ثعلبا بهذه الألوان، كما أن الثعلب ليس مرقطا على هذا النحو أبدا. حسنا وجدتها ربما لأنه خبيث كالثعلب ألم يسمع أحدكم بأن الثعالب خبيثة جدا؟ ولكن كلا، فالحقيقة أن هذا الثعبان لا يفوق أي ثعبان آخر ذكاء، كما أن الثعابين ليست بذكاء الثعالب إطلاقا.
أي أن هذا ليس السبب أيضا، فلماذا يسمونه ثعبان الثعلب إذا؟ بكل بساطة لأن رائحته شبيهة جدا برائحة الثعالب، بل تشبه رائحة وكر الثعالب تحديدا . عند نهاية ذيله يتمتع بغدتين، يضغط عليهما حين يشعر بالتوتر، فيخرج منها سائلا، برائحة شبيهة بوكر الثعالب.
نعلم بأن وكر الثعالب هو المكان الذي يعيش فيه الثعلب، من حيث تنبعث رائحة مميزة وقوية جدا. يمكن لوكر الثعالب أن يكون كهفا أن حفرة كبيرة تحت الأرض، أو نفق بين الصخور، أو حفرة في شجرة قديمة أو حية بعد، ذلك لأن الثعالب تسكن في عدة أماكن تسمى جميعها بالأوكار. حسنا الرائحة التي في الوكر تصدر عن هذا الثعبان عندما يتوتر، لهذا يحمل اسم الثعلب، الذي تحمله الأفعى بسبب تلك الرائحة.
ينتشر ثعبان الثعلب في أنحاء البحيرات الكبرى في كندا، كما يعيش أيضا في مناطق من متشغن وأوهايو وفي أنحاء من مينوسوتا وإنديانا وإلانوي وحتى في هايوا، في كل هذه المناطق. يمكن لأفعى الثعلب أن تبلغ حجما كبيرا، حتى أنها أسمن وأثقل ثعابين الفأر على الإطلاق. علما أنها ليست الأطول، لا شك أنها سمينة وثقيلة ، فهي تراوح بين ثلاثة وخمسة أقدام فأحيانا ما تبلغ أفعى الفأر ستة أقدام علما أنها تصبح كبيرة جدا حينها، ولكن هذا لا ينطبق جدا على ثعبان الثعلب.
يواجه هذا الثعبان مشكلة كبيرة، كثيرا ما يحار الناس بهذا الثعبان فيقتلونه لأنهم يعتقدون أنه ثعبان آخر. حين ينظرون إلى رأسه يرونه محمرا فيعتقدون أنه نحاسية الرأس، وهكذا يقتلونه. وعندما ينظرون إلى البقع التي فوق ظهره، يعتقدون أنه المجلجلة، وبما أنه سمين مثلها يصرخ الجميع قائلين أنه مجلجلة، ةهكذا يقرون التخلص منه. أي أنه يتعرض للقتل على أيدي الجميع لأنهم يعتقدون أنه ثعبان آخر، وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة لأفعى الثعلب.
تسكن هذه الأفعى في ظروف طبيعية مختلفة، إذ يمكن أن تجده في المستنقعات، أو في الغابات المفتوحة على أنواعها، كما وفي المروج والمزارع، أي أنه يعيش في أماكن متعددة.
المهم أنه يجد الأشجار في جميع هذه الأماكن وجميعنا يعرف بأن أفعى الفأر تتقن التسلق، إلا أن هذه الأفعى ليست بارعة في التسلق. ربما كان السبب في ذلك بدانته لأنه بدين وثقيل الوزن، بل هو الأثقل في العائلة، المهم أنه لا يتقن التسلق، كما أنه لا يتمتع بالخفة لهذا لا يكثر من تسبق الشجر، مع أنه يستطيع التسلق إذا أجبر على ذلك إلا أنك لن تجده أبدا يتسلق الأشجار لأنه يمضي غالبية الوقت على الأرض.
رغم أنه يتجول زاحفا على الأرض يعثر على الكثير من الحيوانات التي يتغذى عليها.
بما أنه من ثعابين الفأر فهو يعتب عاصرة من النوع القوي جدا، كما يتغذى على حيوانات كثيرة مثل جميع أنواع الجرذ والفئران طبعا بلا شك على اعتبار أنها تحمل هذا الاسم كجزء من كنيتها. ولكنها تحب أن تأكل أشياء كالأرانب أيضا والعصافير وبيض الطيور. أي أنه يتغذى على حيوانات متنوعة ومختلفة.
والآن كيف يتخلص ثعبان الثعلب من أعدائه؟ يمكن أن نرى أولا أنه يتمتع بمجموعة ألوان تحميه جيدا، وستتعذر جدا رؤيته إذا كان على أرض الغابة، أي أنه يتخفى جيدا، ما يعني أن قلة من الحيوانات تتمكن من اكتشافه، ولكن إذا أمسكه حيوان ما ولا يستطيع الإفلات منه، حينها يجبر على القتال. وأول ما يفعله عند ذلك الحين هو أن ينفث بصوت مرتفع جدا، ثم يفتح فمه ويهاجم العدو مرة بعد أخرى، ثم يرفع ذيله مستقيما ويهزه مصدرا أصوات مخيفة، ما يجعله يبدو شرير وعدواني، حين يفعل ذلك غالبا ما تخافه الحيوانات وتفر هاربة، علما أن بعضها لا تأبه، وترفض ان تدعه وشأنه، حينها يستقيم ويبدأ بلسع الحيوان المعادي مرة بعد أخرى. لا شك أنه ثعبان كبير يتمتع بأسنان كبيرة وحادة وإذا ما نال من شخص بعضه عدة مرات. لنفترض أن حيوانا أمسكه في فمه، وجر جسم الثعبان الثعلب ورائه، أو أن إنسانا تمكن من الإمساك به مثلا، أتعرف ماذا يفعل الثعبان؟ لن يتوقف عن لسعه مرة بعد أخرى بعد أخرى، كما أنه في الوقت نفسه يقوم بعملين آخرين، يكمن أحدها بالتبول على غريمه، أما العمل الآخر فهو وضع علامة عليه. أتذكر تلك الغدتين التي تقذف سائلا برائحة وكر الثعالب؟ هذا ما يفعله تماما، فهو يرش السائل فوق عدوه، سواء كان إنسان أو حيوان، عندما يفعل ذلك، يحقق إنجازين بوقت واحد، فإذا رش السائل على حيوان مثل الكلاب أو الثعالب أو الذئاب أو ما شابه ذلك، تصبح رائحة الحيوان أشبه برائحة الثعلب، والحيوانات تعرف بأن هذا سيغير رائحتها، وأن عليها تفادي هذه المنطقة، كما أن هذا الحيوان لن ينال من أي حيوان طوال بضعة أيام، أتعرف لماذا؟ لأن الرائحة لا تزول بسهولة، بل ستبقى رائحته على هذا النحو لأربعة أيام أو أكثر، أي أنها كرائحة الظربان، التي تبقى لمدة طويلة، وهي كريهة جدا. يحميه ذلك من الحيوانات الأخرى التي تقول في نفسها أن هذه منطقة خطيرة يجب ألا يقتربون منها. التأثير الآخر هو أن الرائحة كريهة وقوية جدا لدرجة الحيوان الذي يمسك به يطلق سراحه ويبتعد فورا عنه. لنفترض أن شخصا مثلك أراد الاحتفاظ به في المنزل كحيوان أليف، ستقرر فورا التخلص منه لأنك لا تريد حيوانا أليف بمثل هذه الرائحة في البيت، وحين تتركه يفر هاربا.
وإذا أمسك به حيوان يريده كوجبة غداء، فما أن يرشه بتلك الرائحة الكريهة حتى يقرر الحيوان التخلي عنه لأنه لم يعد يجد الشهية التي تجعله يأكل حيوانا بهذه الرائحة. أي أن الرائحة الكريهة التي تصدر عن الغدتين تساعده على الفرار من أعدائه. أي أنه يتمتع باسم غير اعتيادي وبأسلوب غير اعتيادي للتخلص من المخاطر. ذلك أنه يطلق رائحة كريهة تجبر الجميع على تركه وشأنه.
=-=-=-=-=-=
سنتعرف الآن إلى حية جميلة جدا، ولكنها في الوقت نفسه بالغة الخطورة، وهي تسمى نحاسية الرأس، وهي تسمية شديدة الوضوح إذا تأملنا جيدا في أعلى رأسها الذي يميل إلى اللون النحاسي اللامع، حتى أنه يوحي برأس سهم نحاسي قديم.
لدى النحاسية مجموعة أسماء أخرى يعرفها الناس بها، وهي من أقارب قطنية الفم ومائية ماكيسون، حتى أن الناس يعتادون على تسمية قطنية الفم ونحاسية الرأس بماكيسون. وللتميز بينهما يسمون قطنية الفم التي تعيش بين البحيرات والأنهر والبرك المائية، يسمونها مائية ماكيسون، أما نحاسية الرأس التي تسكن في الغابات وأعالي الجبال فيسمونها بأفعى ماكيسون الجلية.
وهكذا أطلق على الثعبان اسما جديدا لمجرد صلة القرابة بينه وبين قطنية الفم ومائية ماكيسون. كما تعرف النحاسية بأسماء أخرى كما هو حال الصِّل، وهو لقب يطلقه الناس على جميع الثعابين السامة و بالتالي نجد أن هذه الأفعى تحمله أحيانا. كما يسمونها أحيانا بمستديرة الرأس، لأن رأسها شبه دائري الشكل إلى حد ما. وأحيانا ما يسمونها بالمناوبة، ذلك تيمنا بحكايات تقول بأنها كانت تتنقل دوما برفقة المجلجلة، وهكذا كان الاعتقاد السائد يعتبر أن النحاسية أشبه بمستكشفة طليعية أو مرافقة لمجلجلة. أي أنها تسير أمام المجلجلة وتبحث عن الطعام والشراب والمأوى لها، وإذا كان هناك خطر ما، تعود النحاسية إلى المجلجلة كي تحذرها منه، والحقيقة أن هذا ليس صحيحا.
من المحتمل جدا أن تجد نحاسية الرأس والمجلجلة تسكنان في المنطقة نفسها، أما السبب في ذلك فهو وفرة الطعام والمأوى في تلك المنطقة. أما أن تتعاون النحاسية أو تعمل مع المجلجلة فهذه مسألة عارية عن الصحة تماما. بل يشبه الأمر إقامة الثعابين النحاسية في المنطقة نفسها، وقد تجد أعدادا كبيرة تسكن في زاوية صغيرة، عادة ما قد تجدها فوق غابة مرتفعة على الجزء الجنوبي منها الذي هو منطقتها المفضلة، ولكن رغم أنها قد تسكن بأعداد كبيرة في زاوية صغيرة، إلا أنها لا تتعاون في معا، على غرار قطعان السباع أو الذئاب التي تصطاد الفريسة معا وتتقاسم الطعام نفسه فهي لا تفعل ذلك، فإذا حصلت أي منها على فريسة تبتلعها كاملة دون أن تتقاسمها مع أحد. كما أنها لا تدافع عن نفسها كجماعة أو تحذر بعضها البعض، أبدا، فهي لا تفعل شيئا بشكل مشترك، باستثناء موسم التوالد أو موسم النزول إلى الجحور مع حلول موسم الشتاء. ولكن عندما تنزل إلى الجحور لا يقتصر ذلك على الأفاعي النحاسية بل جميع الأفاعي دون استثناء بما في ذلك المجلجلة والبوا والمائية وكل الثعابين التي تسكن في تلك المنطقة. أي أن نحاسية الرأس لا تتنقل أو تفعل شيئا مع أي ثعبان آخر، رغم أنها قد تتواجد مع ثعابين أخرى في منطقة واحدة.
تنتمي نحاسية الرأس إلى فصيلة فايبر بيت، مع أنها ليست كبيرة، علما أن قريبتها مائية ماكيسون تعتبر سمينة وثقيلة الوزن أما النحاسية فعلى خلاف ذلك تعتبر نحيلة ورشيقة جدا، كما أنها ليست طويلة فهي لا تتعدى الثلاثة أقدام كمعدل عام، أو أربعة أقدام في الحد الأقصى، قد تصل إلى أربعة أقدام ولكن ليس هناك الكثير منها بهذا الحجم. أي أنها عضو صغير من عائلة بيت فايبر.
إذا تأملنا جيدا بنحاسية الرأس سنلاحظ أنها من الأفاعي الجميلة جدا، فهي مرقطة بألوان رائعة ولون رأسها النحاسي جميل جدا، أي أنها جذابة فعلا، كما أنها تتمتع بأكثر الألوان وقائية بين الثعابين على الإطلاق، قد تقول الآن بأنه من السهل مشاهدتها هناك، ولكن إذا ما بدأت تتخفى بين أوراق الشجر الجافة وفي الحفر، سوف تختفي تماما، لتصعب رؤيتها جدا.
والآن كيف لنحاسية الرأس أن تدافع عن نفسها إذا هاجمها عدو ما برأيك؟ لا شك أنها تتمتع بألوان تساعدها على التمويه والاختفاء جيدا، ولكن إذا تمكن عدو من رؤيتها، ماذا يمكنها أن تفعل؟ إنها من الأفاعي السامة من فصيلة بيت فايبر، لديها أنياب كي تلسع بها، ومع ذلك فهي لا تهاجم مباشرة بل تحاول إخافته وردعه، فترفع رأسها في الهواء وتنفث في وجهه وتلوح بذيلها بسرعة، ليصدر عنه صوت مخيف شبيه جدا بذيل المجلجلة، ثم يهاجم عدوه مرة بعد أخرى ضمن محاولات الترهيب المتكررة، ما يخيف الكثير من الحيوانات المعادية ويجبرها على الرحيل. أما إن لم يرحل وأصر على البقاء، تلسعه عدى مرات. ولكن هذه الأفعى غريبة الأطوار، فهي تلسع وتتراجع إلى الوراء، ثم تلسع مرة أخرى وتتراجع من جديد، وهي تحاول الفرار. أي أنها كلما تلسع العدو وكلما قامت بمهاجمته، تكرر محاولة الرحيل، تكرر محاولة الفرار، أي أنها تمضي الوقت وهي تسعى للانسحاب رغم أنها تعارك. أي أن أحدا لن يتعرض للسعات نحاسية الرأس المتكررة إلا إذا حاصرها، ولا أرى أن هذه فكرة ذكية على الإطلاق، فإذا تعرض أحد للسعاته، من الأجدر به أن يرحل في الاتجاه ، لا أن يحاصره.
أي أن النحاسية بارعة في التخلص من عدوها بالتمويه والتهديد ولسعاتها السامة، كما أـنها بارعة في استعمال أنيابها وسمها لصيد الفريسة التي تأكلها، وهي غريبة السلوك في هذا المجال أيضا، لأنها تغير أنواع وجباتها على مدار العام، ففي الربيع عادة ما تتغذى على العصافير، أما في الصيف فتفضل أكل الجرذ والفئران، وفي الخريف تأكل الضفادع. أما في الشتاء حين تلجأ إلى السبات فهي لا تأكل شيئا على الإطلاق. المهم أن في تغيير أنواع الطعام على هذا النحو بعض الغرابة. ولكنها تغير أيضا ساعات العمل والنشاط، فعندا يكون المناخ حارا، تنشط في ساعات الليل، أما في أيام المناخ البارد فهي تخرج خلال النهار، لأنها تجد سهولة أكبر في الحركة في المناخ الدافئ. أي أنها من الأفاعي المتأقلمة جدا مع الظروف المناخية المتوفرة والمحيطة بها، كما توافقني بأنها جميلة جدا، وخطيرة جدا في الوقت نفسه، لهذا يمكن أن نتأمل بها على ألا نقترب كثيرا منها، لأن في ذلك خطورة جادة.
=-=-=-=-=
سنتعرف الآن على سحلية غريبة الشكل، تسمى بالسحلية المزخرفة، وهي تسكن في غينيا الجديدة في أستراليا، وهي جزء من فصيلة تعرف بسحالي الأغاميد، وهي فصيلة تتميز بالغرابة لأن فيها الكثير من التنوع، لنوضح أولا أنها ليست من السحالي الكبيرة، فقلما يتعدى طولها الثلاثة أقدام، أي أنها صغيرة نسبيا، وهي تكثر أيضا في جنوب شرق آسيا وفي أستراليا غينيا الجديدة، وفي ذلك الجزء من العالم إجمالا، ويبدو أنها النقيض ألاخر للإغوانة التي في أمريكا، على اعتبار أن الإغوانا تعيش في مناطق مشابهة وهي تتمتع بالتشابه في أسلوب حياتها أيضا، إلا أن نوعي السحالي يعيشان في مناطق مختلفة من العالم.
يعرف عن سحالي أغاميد أنها تنشط خلال النهار، وهي صغيرة الحجم كما قلت، وفيها الكثير من التنوع أيضا.سنبدأ أولا بالتحدث عن سحالي أغاميد أولا لنمعن النظر بعدها في السحلية المزخرفة التي معنا هنا.
لنوضح أولا أن هناك مجموعة من سحالي الأغاميد التي تسمى السحالي الطائرة، لا يعني ذلك أنها تحلق في الهواء بل تسقط من الشجر على الأرض وكأنها في مظلة، وهي تعتمد في ذلك على جلدها الذي يتسع بشكل محدد أثناء نزلها عن الشجر ما يوحي بأنها تسقط بالمظلة من الجو أو بالشمسية على وجه التشابه أيضا. يتراوح طولها بين عشرة وثمانية عشر إنشا وهي تتغذى على الحشرات.
يسمى النوع الثاني من الأغاميد بسحالي الشجر، وهي تسكن فوق أغصان الشجر حيث تقفز وتتنقل من شجرة إلى أخرى، وكأنها مجموعة قرود تقفز وتلعب فوق أغصان الشجر. الغريب في شأن سحالي الشجر هو أنها تغير لون رأسها، علما أن لونها أخضر براق، بينما يتلون رأسها بين الأخضر البراق والأصفر والبرتقالي والأحمر. أي أنها سحال جميلة، والأجمل من ذلك هو أنها تبدل ألوان رأسها بسهولة، كما أنها تعيش على أكل الحشرات كما تفعل السحالي الطائرة.
سنتعرف على مجموعة أخرى من سحالي أغاميد التي تسمى ذات الحراشف الناعمة، التي لا تسكن على الشجر ولا تحلق بل تعيش على الأرض حيث تحفر فيها وتسكن الجحور، كما أنها لا تأكل الحشرات وحدها بل تفضل النباتات والحشرات معا. وهنا بدأ يظهر بعض التنوع في هذه العائلة، التي تنتمي إليها أيضا سحلية إصبع القدم، يمكن أن نرى بوضوح هنا أن رأسه يشبه إصبع القدم. تسكن هذه السحلية في المناطق الجافة والقاحلة، وهي تمضي الوقت في حفر تحت رمال الساخنة، كما أن سحلية إصبع القدم تتمع بفكين قويين وهي تدافع عن نفسها بالعض الشديد، كما أن قوة فكيها تكفي لتحطيم أقسى قشرة للتنبول، علما أن للتنبول قشرة بالغة القشر كالحجر كما قد يعرف البعض.
هناك مجموعة أخرى من سحالي الأغاميد، بدل أن تسكن في الصحارى الجافة، فهي تعيش في الماء، ويسمونها السحالي المائية، وهي من كبار هذه العائلة حجما حتى أن طولها قد يصل أحيانا إلى ثلاثة أقدام، لديها ذيل رقيق طويل تعتمد عليه في السباحة. أي أنها بارعة في السباحة وفي العدو أيضا، وهي عندما تركض، تقفز بسرعة هائلة، لدرجة أنها تستقيم تماما وتعدو على قوائمها الخلفية. وهذا تنوع آخر في هذه الفصيلة.
ينتمي إلى هذه العائلة أيضا سحلية ذيل الشوك، وهي تسكن في المناطق الجافة والحارة، بل تحب المناخ الساخن جدا التي تعانق التسعين درجة أو أكثر من ذلك بقليل. وهي لا تتغذى على الحشرات، مع أنها قد تأكل بعضها بين الحين والآخر ولكنها تتغذى بشكل رئيسي على النباتات، ومن هنا تحصل على الماء بتناولها الخضرة المليئة بالعصارة.
لدينا سحلية أخرى سنتعرف إليها قبل أن نلقي الضوء على السحلية المزخرفة، وهي تسمى بالسحلية الشائكة، لا شك أن هناك تشابه كبير بين هذه وسحلية القرون التي تكثر جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مغطاة بالقرون في جميع أنحاء جسمها. تعيش السحلية الشائكة على أكل النمل، وهي تستهلك ألف نملة خلال وجبة واحدة. فإذا أردت الاحتفاظ بسحلية كهذه عليك أن تمتلك مزرعة نمل تعمل وقتا إضافيا.
يمكن أن نرى بوضوح أكثر بأن فصيلة أغاميد للسحالي متنوعة جدا، ولكن عودة إلى السحلية المزخرفة هذه، التي هي صغيرة ونحيلة جدا تمضي غالبية وقتها في تسلق الأشجار لأنها بارعة جدا في ذلك، وبما أنها ليست كبيرة فهي لا تستطيع مقاتلة الحيوانات الأخرى، وهي تتغذى على الحشرات ما يعني أنها لن تقاتل للحصول على الطعام أيضا. ولكن لهذه السحلية كثير من الحيوانات التي تسعى لأكلها، فكيف لها أن تتخلص من أعدائها وهي لا تتقن القتال وبالتالي لا تستطيع اللجوء إليه، كما أن هناك العديد من الحيوانات الأسرع منها في العدو فوق الشجر، وإليك ما تفعله.
إنها تخيف أعدائها وترهبهم ولديها طريقة غريبة للقيام بذلك. فهي تنتظر حتى يصبح الحيوان أمامها مباشرة بكل ما في الكلمة من معنى، وحينها تفتح فمها على وسعه وفي الوقت نفسه يمكن أن ترى أن رأسها محاط بطبقة جلدية دائرية، تنصبها على هذا النحو. نعلم بأنها تعيش كحيوان أليف منذ بعض الوقت ولم تتمرس على ذلك بعد، ولكن هذا ما تفعله تقريبا بعد أن تفتح فمها على وسعه فتوحي وكأن شخصا فتح شمسية في وجهك فجأة، ما يثير الخوف ويرهب أي كان. تذكر أن هذه السحلية تسكن في أعالي الشجر، وعندما تفعل ذلك فجأة لا يجد الحيوان الذي يطاردها خيارا آخر سوى القفز نحو الخلف، وعادة ما يقع من على الشجرة. أي أن هذه طريقة رائعة لهذه السحالي كي تهرب من أعدائها، ذلك أنها تلجأ إلى ترهيبهم، وحتى إن لم تسقط على الأرض أحيانا ما تتراجع وتفكر في التخلص من هذه السحلية المجنونة فعلا، والمفاجأة المخيفة التي واجهتهم في تلك اللحظة، ما يعني أنها تخيف غالبية لحيوانات التي تطاردها على هذا النحو. لا شك أنك توافقني بأن فصيلة أغاميد للسحالي تتمتع بتنوع كبير جدا، فيها أشكال مختلفة من السحالي المخيفة والغريبة الأشكال، ولا شك أننا سنعاود التحدث عن سحالي أغاميد في المستقبل.

0 التعليقات :

إرسال تعليق